السبت، 27 أكتوبر 2012

ويبقي شيئا ما




هي كانت حلم الطفولة بالفعل
والذي كثيرا ما تشاجرنا من اجلها أنا وأصدقائي
عندما كانت تمر فى الطريق كان هذا يوم سعد بالنسبة لنا .. فكنا نسارع
ونملى اعيننا بالنظر اليها
تمر فى صمت ولا تلتفت الى احد منا وكأنة ليس هناك احدا سواها تعيره انتباهها
سمراء يا حلم الطفولة       يا منية النفس العليلة
كيف الوصول الى حماك       وليس لي فى الامر حيلة

هكذا كان عبد الحليم حافظ يصف شعورنا نحوها .. وعجزنا ايضا
كانت تغيب عنا كثيرا ولكن عندما كانت تعود كنا نعلم انها قد عادت مرة أخري
وينطبق عليها القول
يقولون إن حبيبتي قد أتت
ولكنني لم انظر إليها
أنهم يقولون كل يوم إن الشمس أشرقت
فهل نظر احدهما إلى قرص الشمس

هكذا كنا نشعر بها عندما تعود إلى عالمنا المتواضع لتزيده حلاوة وبهجة
وتعطى حياتنا معنى يتجدد كلما رأيناها تمر من أمامنا ...
إذا تكلمت إلى أحدا منا بضعة كلمات كنا نعتبره محظوظ وننظر إليه بأعين حاسدة
ولم أكن أنا من ضمن المحظوظين فهي لم تكلمني من قبل قط
ولما كبرنا قليلا أدركنا أنها لن تكون لأحد منا أبدا وان هذا الأمر حلما تحقيقه اقرب إلى المستحيل
هي الشمس مسكنها السماء
فعز الفؤاد عزاء جميلا
فلن تستطيع إليها الصعود
ولن تستطيع إليك النزولا

وقد أرضانا أن احدنا لن يفوز بها .. ففي الأمر مساواة لنا جميعا والمساواة فى الظلم عدل
ومع مرور الأيام أصبحت مجرد ذكري جميلة من ذكريات الطفولة التى
لا تنسي خاصة انها قد رحلت ولم تعد تأتى كثيرا كما كانت تفعل سابقا ونادرا ما كنا نراها ..  
أنا اعلم أنها أصبحت ذكرى بالنسبة لي , أما أصدقائي فأنا متأكد أنها أصبحت أيضا ذكرى بالنسبة لهم وان كانوا لا يتحدثون عن هذا الأمر 
إلا أنهم لن ينسوها يوما .. وكذلك أنا .
 
في حياة كل منا وهم كبير أسمة الحب الأول
إحسان عبد القدوس .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق