الأربعاء، 23 مارس 2016

تزوج.. وعش




يقال إن سقراط كان جالساً مع بعض تلامذته وهم مندمجين في نقاش فلسفي, وإذا بزوجة سقراط تصيح عليه أن يصعد إلى المنزل ليساعدها في بعض الأعمال, ولا احد يدرى إن كان سقراط قد سمعها وطنش أم انه لم يسمعها بالمرة بسبب اندماجه في الكلام مع تلامذته.. ويبدو أنها صاحت عليه كثيراً بينما عمنا سقراط ولا هو هنا, فما كان منها إلا أن جاءت بوعاء به ماء وصبته فوق رأسه أمام دهشة تلامذته واستنكارهم الشديد من تلك الإهانة التي لحقت بمعلمهم الكبير. ويبدو أن عمنا سقراط كان يشبه كثيراً عمنا عبد الفتاح ألقصري في فيلم ابن حميدو دائما كلمته تنزل الأرض المرة دي.. وعلشان يدارى عمنا الفيلسوف سقراط كسفته وخيبته قال لتلاميذه ( ألا ترون مدى كرم زوجتي حين ألقت عليّ الماء في هذا الجو الحار لأشعر بالبرودة فعلاً هكذا ينبغي أن تهتم المرأة برفاهية زوجها ولو رغماً عنه )
وزوجة سقراط والتي كان اسمها اكزانطيبة كانت مثل بعض النساء سليطة اللسان تحتقر زوجها دائماً وتؤمن بشدة بفشله وخيبته في الحياة
وعلى الرغم من انه كانت متزوجة من الفيلسوف الكبير سقراط إلا إنها لم تستفيد من فلسفته ورؤيته للحياة بأي شيء قط.. 
ولابد من أنها كانت تصبح سقراط بعلقة وتمسيه بعلقة لغاية ما بقى فيلسوف ومن هنا جاءت الجملة الخالدة وراء كل رجل عظيم امرأة تنغص عليه عيشته وعيشة اللي جابوه وتقرفه في حياته وتقصف عمره بدري
ولم يكن سقراط يشتكى حاله هذا مع زوجته فأولاً هو أصبح فيلسوف وثانياً يشكى لمين وكل الناس مجاريح.
وراحت الأيام تشيل وتحط في سقراط وزوجته أيضا تشيل وتحط فيه وكمان الناس بقت تشيل وتحط فيه وقدموه للمحاكمة التي حكمت بإعدامه وخيروه بين الموت شنقاً أو بالسم.. فاختار السم.
وسقراط هو مثل أي زوج في العالم وعلي مر التاريخ يقبع تحت جبل المشاكل والهموم والطلبات التي لا تنتهي وزوجة لا ترحم ولا تغفر, ولكن الميزة الجميلة في سقراط انه استطاع تحويل كل تلك الطاقة السلبية التي تضغط عليه فلسفة عميقة لا تكف عن التساؤل للبحث عن الحقيقة..      
وعندما سأله تلامذته ( ما رأيك في الزواج؟ هل تنصحنا بعدما رأيناه أن نتزوج أم لا ؟)
فأجاب سقراط ( بالطبع أنصحكم بالزواج فإن أصاب الواحد منكم زوجة طيبة فسوف يصبح سعيداً مغبوطاً, وإن أصاب امرأة شقية فمن المؤكد انه سوف يصبح فيلسوفاً )