الأحد، 7 أبريل 2013

مطر فى قبضتك




فوقَ حكمةِ بوذا رأيتُكِ تجلسين
وكان شَعرُكِ ينسَدِلُ مع تَراتيلِ الرهبانِ
وهَمسُكِ أيقوناتٌ مُحاطةٌ برائحةِ البخورِ
وضعتِ ابتسامَتَكِ في فَم ِالرائي الحكيمِ
فصارتْ قِنديلاً يُضيءُ غيابَ الفِراشاتِ
أنفاسُكِ التي طالما قادَتني إلى القَصيدةِ
رأيتُها مُرهَفَةً وهي تَنـزعُ عنها الموسيقى
وَتُوَزّعُ زُهورًا على الْمُصلينَ
في شالِكِ الذي غَفَا مُتَبَختِرًا في السيّارةِ
تَمَدّدَ البحرُ مُعانقًا سَماواتِ كَتفيكِ.
كنتِ معي
تَتَجَوّلينَ على مساحَةِ قَلبٍ وَقَصيدةٍ،
أَبِحْتِ لِنفسِكِ ما لم تُبحْهُ اللغةُ للشاعرِ
رأيتُكِ، تُقَطّرينَ الفراتَ في مُخَيّلَةِ ميكونَ
وتحت ظلالِكِ يتمّددُ الليطانيّ.

في فوجي ، ومن شُرفةِ الزقورةِ
أشرتِ لي بقلبِكِ، فَتَساقطتْ رَغَباتي،
والثَكَناتُ هَربتْ من ذاكرتي
صرتُ خفيفًا، أخفَّ من زَقزَقةٍ
حَمَلتني شَقائقُ إلى سَواحِلِ عِطرِكِ
وَقَفتُ أمامَكِ، وأنا أنفضُ عني الموجَ، والبَرقَ
نَضَوتُ الغاباتِ وحورياتِ البحرِ عن جَسَدي
وَقَبَضتُ على العَويلِ،
العويلِ الذي جَعَلَ حياتي أغنيتَهُ الْمُفضّلَة
تَلفّتَ قلبي حذرًا،
كان مردوخُ راكعًا، لأنَّ الغُوايَةَ خَذَلَتْهُ
سامورائيّونَ كُثرٌ كانوا،
وَمُتَصَوِّفَةٌ،
يَضْرِبونَ على التّذَكُّرِ نِسيانَهم
وَيَقبِضونَ الْمَطَرَ، في مَناديلِ دُموعِهِم
بَينما في البئرِ عاشِقٌ يَئِنُّ.

قصيدة مطر فى قبضتك ـ باسم فرات

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق