الاثنين، 9 أبريل 2012

فى انتظار جودو




لست ادري هذة الايام .. 
هل انا من ضمن أولائك الذين يجلسون على قارعة الطريق فى انتظار جودو , ام لا !.
ولكنني اعلم انني انتظرت جودو فترة من حياتي ...
ثم بدأت افقد الامل بعدما طال انتظاري ولم يأتي 
وبعدما رأيت الكثيرين غيري مازالوا فى انتظاره - علي الرغم من انة لم يجيء بعد – الا انهم لم يفقدو الامل في انه سوف يأتي في يوم ما .
فكل شخص منا ينتظر جودو ..
ولكن يختلف جودو المنتظر حسب كل شخص ..
يمثل جودو بالنسبة للبعض الامل , المستقبل , الفرج ... واشياء اخري
وقد يمثل جودو ايضا الوهم المنتظر بكل معانيه .
ان الانتظار فى حد ذاتة عبث حقيقي خاصة عندما يكون الشيء المنتظر لا وجود لة اصلا , ولا معنى لة , او هو مجرد وهم فى اذهاننا نحلم بأن يأتي يوما ليخلصنا مما نحن فية من آلم وانتظار وعذاب ...

في انتظار جودو مسرحية للكاتب صموئيل بيكت
وصمويل بيكت كاتب من اصل ايرلندي, ولد في مدينة دبلن عام 1906 من ابوين ايرلنديين .
كتب اكثر اعماله باللغة الفرنسية
فهو شاعر وقاص وروائي ومؤلف درامي .
لقد كتب صموئيل بيكت مسرحية في انتظار جودو بين اكتوبر1949 ويناير 1950 وترجمت حتى الآن الى خمسين لغة اجنبية , وعندما ظهرت لأول مرة سنة 1952 بيع منها في فرنسا فقط ما يقارب مليون نسخة .

في مسرحيته الخالدة.. في انتظار جودو , يصور لنا المبدع الايرلندي صموئيل بيكت شخصياته كيف ينتظرون بعبث ولا مبالاة منقذهم جودو هذا القادم الذي قضى أبطال بيكت حياتهم يثرثرون في انتظارة..
 ولكن دون جدوى حيث انتهت المسرحية ولم يأت جودو هذا .

الذي اختلف حوله النقاد وربما أكثر حول دلالته.. أيكون المنقذ فعلاً ..
أم اليأس والوهم الذي نتخيله أم الحقيقة التي نتوهمها.. الاتكالية وربما الموت نفسه.. المهم وأياً كان جودو هذا , فالذي نتفق عليه جميعاً أن الأنتظار قضية أساسية وهامة في حياتنا دون أن تنال حقها من الاهتمام . فكلنا وفي أية لحظة ننتظر شيئا ًما رسالة , ضيف , سفر , عمل , نتيجة الامتحان , واشياء اخري ...
باختصار صارت شخصية جودو بمثابة محور رئيسي في حياة كل شخص  فجودو يمثل بأختصار الانتظار والعجز عن اتخاذ القرار .. والاعتماد علي الآخرين في تخليصنا مما نحن فيه من مشكلات وهموم .. وعدم قدرتنا علي الاعتماد علي انفسنا , والعمل علي حل المشكلات التي تواجهنا في حياتنا بطريقتنا الخاصة .
فتكاسلنا في حياتنا .. وانتظرنا جودو ليصبح جودو بعد ذلك الشماعة التي نعلق عليها كسلنا وفشلنا واتكالنا علي الآخرين . 

ومرة سئل صموئيل بيكت :‏ من هو جودو؟.
فأجاب : لا اعرف عن هذه المسرحية اكثر مما يعرف هذا او ذاك من الذين يقرؤون المسرحية بيقظة وانتباه , لا اعرف عن الشخصيات اكثر مما تقوله هي , اكثر مما تفعله وماذا حدث لها ومعها , لا اعرف من هو جودو ومن يكون , لا اعرف حتى اذا كان موجوداً ام غير موجود .

اما انا ان سالني احد ان كنت منتظرا جودو ام لا !.
فسوف اقول : لا اعرف يا سيدي .

( لا تتقدم ولا تتراجع )

الصورة من فيلم  The Pursuit of Happiness

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق